يقول نيتشه (أنا ونفسي في حديث عميق دائم)
بعض الليالي أُصاب بحالة أرق لا معنى لها. حالة من التفكير المشوش واضطراب المشاعر بدون أي مسببات. وإن حاولت وبحثت فعلاً لوجدت سبباً قد أكون اغفلته بقصد مني أو بغير قصد.
أحياناً صورة، أغنية أو مقطع موسيقي، ذكرى سحيقة جداً
وحتى قد يكون السبب رائحة شممتها واستحثت شيئاً ما بداخلي وتفاعل معها عقلي وقلبي وأدى ذلك لاضطراب غير مفهوم ينتج عنه الأرق والسهاد.
حاولت مرات كُثر أن اتتبع أفكاري وأحللها وذلك في سبيل تفكيكها والسيطرة عليها قدر الإمكان. ومع ذلك استسلم أمام قدرة عقلي على الإفلات مني، أو هو عدم فهم مني لنفسي!
ساعة كاملة اتقلب على الفراش لم استطع النوم وكأن المتنبي يصفني عندما قال: (على قلقٍ، كأن الريح تحتي)
كيف هو قلق الأرق المبهم! هل هو تفكير بأوضاعنا الراهنة، أو خططنا المستقبلية، أو أحلامنا الضائعة.. أو حتى الندم على زمنٍ مضى!
تتحايل على نفسك، تلتمس الأعذار لك ولظروفك على أمل الاقتناع. ولكن من هو القادر على ذلك!
من الأشياء التي حاولتها سابقاً للتنفيس عن أتون أفكاري وطرد ما استطيع طرده منها هو إنشاء حساب مختلف عن حسابي الاعتيادي على إحدى الشبكات الاجتماعية (تويتر مثلاً)
فعلتها وأنشأت الحساب ومع ذلك لم استطع الكتابة فيه. بالرغم أنه لا أحد سيعرفني من الحساب الجديد، ولم انتبه للشخص الأساسي الذي سيراقبني وهو أنا.
كنت أقف على الحساب كالجلاد الذي ينتظر خطأ أو اعترافاً أو فضفضة لا تليق بالشخص الذي أكونه! وقفت لنفسي بالمرصاد وحكمت على نفسي بالخطأ قبل المحاولة حتى.
والآن هأنذا أقف على رأسي واتتبع كل كلمة وحرف اكتبه هنا هل يناسبني أن اكتبه أم لا.
تقول آنا غافالدا:
(أنا لم أمنح نفسي ذلك الحق، لم أمنح نفسي أيّ حق. لم أمنح نفسي سوى الواجبات)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق