الأربعاء، 15 أبريل 2020

مشكلة مع الافتتاحيات ..



السلام عليكم

دائماً ما أعاني من إيجاد المقدمة الأنسب لاستفتاح تدوينة أو رسالة 
في مجموعة رسائل بريدية لشخص ما, كنت ولا زلت استفتح رسائلي له بـ:
(صباح/مساء .. الخير يا صديقي .. الساعة الآن ... ص/م)
هذه المقدمة وعندما أبدأ بها رسالتي أجدني وقد سطرت ما يقارب صفحتين أوثلاث لو قمنا بحسبتها على الورق :)

بلغت عدد مكاتباتي تلك حتى هذه اللحظة 230 رسالة بريدية على مدار 3 سنوات ونصف تقريباً
قد أعرض بعض منها في يوم ما .. وقد لا أعرض!

نعود لحديثنا الأساسي , وهو كيفية إيجاد افتتاحية مناسبة لرسالة , تدوينة أو مقالة أو حتى كتاب.
وتزداد صعوبة الافتتاحية عندما تعول عليها أهمية كبرى, كوضع تأثير على قارئها أو متلقيها. وفي الكتب دائماً ما اجد أن المؤلف أو المترجم يستطرد في المقدمة ويأخذ ما يقارب من ربع الكتاب لأجل ذلك.

قبل شهر تقريباً قرأت كتاب لفيكتور هوجو بعنوان (مذكرات محكوم عليه بالإعدام) إصدارمركز المحروسة للنشر
فالمقدمة التي كانت مشتركة بين المترجم والمؤلف وقعت في 30 صفحة تقريباً من أصل 169 صفحة
ولكن لم تكن المقدمة سيئة بل أكاد اقول أنها اضافت للقصة بعداً ومفهوماً أوضح وأكثر اتساعاً حيث أنه تحدث عن عقوبة الإعدام بالمقصلة وموقف هوجو منها واستطرد في مقدمته بحيث يلتبس عليك الأمر فيمن كتبها.

لذلك دائماً المقدمة مهمة بالذات في جذب القارئ للقراءة.. وقبل المقدمة يأتي العنوان. فهناك فرق بين من يعنون رسالته البريدية بشكل عشوائي أو من يجعلها بدون عنوان وهذا ما يزعجني أنا تحديداً :)
ودائماً في مكاتبات العمل الخاصة بي أحرص أن يكون العنوان موضحاً لفحوى البريد المُرسل, وعندما يكون الرسالة شخصية أهتم لاختيار عنوان يجذب المتلقي للقراءة (أعامل الآخرين بالطريقة التي أحب أن أُعامل بها)

أما المقالات أو التدوينات فأنا اتهيب الكتابة فيها لأجل اختيار العنوان أو المقدمة الأنسب. وبالرغم أن مدونتي هذه شخصية فإن نصف ما أريد كتابته يموت في مهده قبل النشوء لسبب التخوف من اختيار مقدمة غبية. وهذا هو الغباء بحد ذاته :)
فأنا هنا قبل أن انتظر محاكمة الآخرين أضع نفسي أمام نفسي على مقصلة هوجو في روايته وأفصل رأس تدوينتي عن جسدها قبل أن تعبر عن رأيها أو تطلق صوتها.

مشكلة أخيرة أعانيها وهو ختم الرسائل أو التدوينات. كيف أنهي كلامي بحيث يكون واضحاً حاسماً نهائياً (اذكر أنني بعثت رسالة في أحدى المرات لأحد الأصدقاء بحيث أنه اعتقد ان جزءاً منها مختفياً لأنني توقفت فجأة عن الكتابة وأرسلت بدون خاتمة)
ولا زلت من وقت لآخر أعيد قراءة تلك الرسالة وأفكر ان التوقف المفاجئ أحياناً يكون صفة محمودة لأنه يحفظ لك بقيةً من ماء وجهك :)

وحتى هنا نتوقف عن الكتابة إلى لقاء آخر ()

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجاهل عدو نفسه || اعترافات ~

يُقال : " أعلى درجات الجهل, هي أن ترفض فكرة لا تعرف عنها أي شيء" معظم أسباب رفضي للأشياء هو جهلي بها, سواءً الجهل بماهيت...